الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

"توت عنخ آمون" ينعش الفن الفرعوني في أوروبا


معرض توت عنخ آمون

  لندن: من المقرر افتتاح معرض "إحياء الفنون المصرية" في صالة بونهامز، إحدى أعرق دور المزادات في أوروبا والعالم المهتمة بالآثار والمقتنيات، يوم‏ الأربعاء المقبل.

ويضم المعرض أعمالاً حديثة وقديمة للفنانين من أوروبا والشرق الأوسط‏، مستوحاة من مقتنيات مقبرة "توت عنخ آمون"‏ والفن الفرعوني بصفة عامة وذلك استثماراً لحالة الإعجاب الشديدة بالحضارة الفرعونية والانبهار بالفن المصري القديم‏،‏ التي أثارها معرض "توت عنخ آمون‏.. العصر الذهبي" في لندن‏.

وقالت مادلين بريدج، المتحدثة باسم المزاد، في اتصال هاتفي أجرته معها صحيفة "الشرق الأوسط":"إن هناك 165 قطعة ستكون معروضة للبيع، من بينها قطع مجوهرات وستكون هناك أيضاً منحوتات وقطع زيتية من مصر المملوكية وقطع أثاث مستوحاة أيضاً من الفن الفرعوني القديم. ومن أبرز القطع كابينة خشبية مرصعة، والبوم صور فوتوغرافية التقطت في موقع الحفائر الذي اكتشف فيه مقبرة "توت عنخ آمون".

وآضافت: أن الإقبال على المزاد الفني من قطع فنية يكشف عن مدى اهتمام الأوروبيين بالأثار المصرية القديمة، وبصفة خاصة معرض "توت عنخ آمون" الذي يعرض حالياً في العاصمة البريطانية.

ويتضمن المزاد أيضاً كلمة من حفيد اللورد كارنافون، المكتشف البريطاني لمقبرة "توت عنخ آمون"، عام 1922. المعرض يضم قطعاً فنية‏ تشمل حلياً ومجوهرات فرعونية الطراز مرصعة بالأحجار الكريمة والماس‏، إلى جانب قطع أثاث‏، من بينها كرسي خشبي يحمل نقوشاًَ هيروغليفية ملونة بالأحمر والأزرق‏.

يذكر أن معرض "توت عنخ آمون" والعصر الذهبي للفراعنة الذي افتتح في نوفمبر الماضي، هو المعرض الأول من نوعه في المملكة المتحدة منذ 35 عاماً. وسيشاهد البريطانيون 130 قطعة أثرية نادرة معظمها من كنوز الفرعون الذهبي الذي نجت مقبرته على مدى آلاف السنين من عبث لصوص الآثار وسيتم عرضها للمرة الأولى.

أما أهم القطع فهو "التاج الذهبي للفرعون" الذي اعتلى عرش مصر وهو في التاسعة من عمره وحكمها من 1333 إلى 1324 قبل الميلاد في عصر الأسرة الثامنة عشرة، كما تعرض قطع لاثنين من أسلاف الملك هما جداه تويا ويويا. ويستمر المعرض حتى 30 أغسطس (آب) المقبل والمتوقع أن يحقق رقماً قياسياً من حيث إقبال الجماهير. وكان معرض سابق لكنوز "توت عنخ آمون" قد شهدته لندن عام 1972 قد جذب 1.7 مليون زائر ما جعله الأنجح في تاريخ العاصمة البريطانية.

من جانبه قال زاهي حواس، الأمين العام للمجلس الأعلى للأثار:" إن القطعة الأثرية عبارة عن قاعدة مستطيلة من البرونز وضع عليها تمثالان يصوران الالهة "باستت" على هيئة قطة كان اشتراها المتحف من أحد مقتني الأثار عام 1966 من باريس".

وأضاف: وحين تولت السيدة دونا باكمان إدارة المتحف تقدمت بطلب للمجلس الأعلى للأثار تطلب فيه تصريحاًَ بعرض القطعة ضمن مقتنيات المتحف مطالبة بمعرفة مزيد من المعلومات عنها والموقع الذي اكتشفت فيه.

وأشار د.حواس إلى أن أبرز القطع التي عادت إلى مصر 5 قطع وأجزاء من لوحة جدارية ترجع لعصر الأسرة 19 الفرعونية كانت قد نزعت من أحد جدران مقبرة الملك سيتي الأول بوادي الملوك بالأقصر، كانت موجودة في معهد "توبنجن" لعلم المصريات بألمانيا، وقناع جنائزي عمره ثلاثة آلاف عام كان قد اختفى من المتحف المصري منذ عدة عقود. وتعرف باسم قناع كانيفر، تعود إلى الأسرة التاسعة عشر التي استمر حكمها منذ عام 1307 وحتى 1196 قبل الميلاد.

الفن الفرعوني القديم





* الحضارة الفرعونية:
- من أعظم الحضارات علي وجه الأرض تلك الحضارة الشامخة علي مر العصور وستكون الإجابة بالطبع هي الحضارة المصرية الفرعونية القديمة.

التي أذهلت العالم بأسره ووقف حائراًً أمام تفسير لغز هذه العظمة التي امتدت إلي قرون من الزمن، لم تنطمث أو تضمحل مثل الحضارات الأخرى الحديثة التى لم تستطيع الصمود أمام التغيرات التي يمر بها العالم.

  • - ينقسم التاريخ المصري إلي 31 أسرة، وكانت هذه الأسر تنقسم بدورها إلي أربع فترات رئيسية هي:
- الدولة القديمة.
- الدولة الوسطي.
- الدولة الحديثة.
- الفترة المتأخرة. 


وكانت كل فترة من هذه الفترات تنفصل عن الفترة التي تعقبها بشيء من الغموض، لكن هذا التاريخ العظيم نال الخلود من خلال فنون العمارة المصرية القديمة. فالفن هو إحدى المعايير التي تقاس بها حضارات الشعوب كما أنها لغة الاتصال من جيل إلي جيل. كان ينظر إلي الفرعون نفسه علي أنه من الآلهة لذلك ارتبطت معظم الفنون في هذه الحقبة التاريخية بالمغزى الديني الذي يهدف إلي التخليد من خلال الآثار، إلي جانب هدف آخر وألا وهو تصوير الأحداث والانتصارات التي كان يحرزها الملوك في حروبهم لذلك نجد صور متعددة لهذه الحضارة الشامخة ما بين نقوش علي الجدران، تماثيل، صور، مقابر، معابد. اختلفت آثار كل فترة زمنية عن الأخرى وكان لكل منها سماتها التي تميزها.

ففي الدولة القديمة التي كان يتمتع عهدها بالثقة والاستقرار، نجد تمثال الملك زوسر وهو أحد فراعنة الأسرة الثالثة تميل إلي التجريد والذي يبلغ أقصاه في أهرامات الجيزة الثلاث التي أمر ببنائها الفراعنة الثلاث خوفو وخفرع ومنقرع وبفضل ضخامتها وبساطتها أصبحت إحدى عجائب الدنيا السبع.

أما عهد الدولة الوسطي، كانت تتميز هذه الفترة بانتشار الفوضى وبعض الاضطرابات وتم الاختلاط بالحضارات الأجنبية وخاصة مع منطقة غرب آسيا إلا أنه لم يؤثر في هوية الفن المصري وخاصة في تاريخ الفراعنة وقد امتازت المباني بالضخامة.

والذي يمكننا أن نطلق عليه فن هو فن الدولة الحديثة والذي بدأ بحكم الملكة حتشبسوت وكان يتميز بالجمال. ومن أشهر العناصر الممثلة لهذا الفن الراقي العمود النباتي فالجزء الأسطواني للعمود من قاعدته إلي قمته يمثل حزمة من سيقان النبات تعلوها مجموعة من براعم البردي أو من أزهار اللوتس. ونجد أيضاًً روعة فن التصوير مثل الرسومات التي تم العثور عليها في أوراق البردي والتوابيت والمقابر المزينة بالرسوم.

ثم حدثت الثورة الحضارية تحت حكم امنحوتب الرابع وهو الفرعون الذي أبدل الديانة الرسمية القائمة علي عبادة إله طيبة وهو آمون بعبادة إله الشمس آتون، وحدثت الثورة الحضارية أيضاًً في الأساليب الفنية بظهور تصوير الأشخاص لأول مرة وإن كان الأمر يتصف بالمبالغة في تصوير ملامح الشخص إلي حد كما الحال في تماثيل أمنحوتب الرابع. وتظهر هذه المبالغة أيضاًً في رسم يمثل ابنتي إخناتون في قصور عاصمته تل العمارنة في طول جمجمة كل منهما وفي حجم أردافهما وفي تصوير ساقيهما النحيلتين. لكن الفن الفرعوني تطور في الفترة الأخيرة من عصر الدولة الحديثة وشهد ازدهاراً ورقياًً وأعظم الأمثلة مقبرة توت عنخ أمون الرائعة ومعبد الدير البحري للملكة حتشبسوت المحفور في الصخر.

وتجئ الفترة المتأخرة لتشهد هذه الحضارة فترة أخرى من فترات الأزمات ومن الجدير بالذكر بالرغم من خضوع الحكم المصري لحكام أجانب من النوبيين والآشوريين والفرس إلا أنهم لم يستطيعوا إدخال أي تأثير علي الفن المصري بل ازداد هذا الفن عظمة أمام الأساليب المكررة التي حاول الأجنبي إدخالها علي هذا الفن المصري الخالص.

ويكفينا القول بأن هذا الفن هو فن سياسي .. فن ديني .. فن بطولي .. فن إنساني من الدرجة الأولي ... ومن الصعب أن نجد فناًً راقياًً يجمع بين كل هذه العناصر في وقت واحد.